السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على من أرسل رحمة للعالمين محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم....أما بعد :
في هذا الموضوع أردت أن تعم الفائدة للجميع ففي هذا الموضوع سأكتب كل فترة(على حسب الوقت والمكان وطول وقصر الفائدة) فائدة من كتاب (الفوائد)لـــ(ابن القيم الجوزية)ستكون الفوائد في الرد وببدأ بهذه الفائدة :
أصول المعاصي كلها كبارها وصغارها , ثلاثة : تعلق القلب بغير الله , وطاعة القوة الغضبية , والقوة الشهوانية , وهي الشرك والظلم والفواحش . فغاية التعلق بغير الله وأن يدعى معه إله آخر , وغاية طاعة القوة الغضبية القتل , وغاية طاعة القوة الشهوانية الزنا .
ولهذا جمع الله سبحانه بين الثلاثة في قوله :{ والذين لا يدعون مع الله إله آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون}[سورة الفرقان (68)].
وهذه الثلاثة يدعو بعضها إلى بعض , فالشرك يدعو إلى الظلم والفواحش , كما أن الإخلاص والتوحيد يصرفهما عن صاحبه , قال تعالى :{كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين}[يوسف (24)]. فالسوء : العشق , والفحشاء : الزنى .
وكذلك الظلم يدعو إلى الشرك والفاحشة , فإن الشرك أظلم الظلم , كما أن أعدل العدل التوحيد .
فالعدل قرين التوحيد , والظلم قرين الشرك , ولهذا جمع الله سبحانه بينهما أما الأول ففي قوله :
{شهد الله أنه لا إله إلا هو الملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط} [آل عمران (18)].
وأما الثاني فكقوله تعالى :{إن الشرك لظلم عظيم}[لقمان (13)].
والفاحشة تدعو إلى الشرك والظلم , ولاسيما إذا قويت إرادتها ولم تحصل إلا بنوع من الظلم والإستعانة بالسحر والشيطان . وقد جمع سبحانه بين الزنا والشرك في قوله :{الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زانٍ أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين}[النور (3)].
فهذه الثلاثة يجر بعضها إلى بعض ويأمر بعضها ببعض . ولهذا كلما كان القلب أضعف توحيداً وأعظم شركاً كان أكثر فاحشة وأعظم تعلقاً بالصور وعشقاً لها . ونظير هذا قوله تعالى : {فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون * والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون}[الشورى (36_37)]. فأخبر أن ما عنده خير لمن آمن به وتوكل عليه , وهذا هو التوحيد . ثم قال : {والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش} فهذا اجتناب داعي القوة الشهوانية . ثم قال : {وإذا ما غضبوا هم يغفرون} , فهذا مخالفة القوة الغضبية , فجمع بين التوحيد والعفة والعدل التي هي جماع الخير كله . (انتهى كلامه رحمه الله )
ملاحظات :
1-الفوائد ستكون في الردود
2-إذا أرتد أن تستفيد باختصار فاقرأ الملون بالأحمر
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على من أرسل رحمة للعالمين محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم....أما بعد :
في هذا الموضوع أردت أن تعم الفائدة للجميع ففي هذا الموضوع سأكتب كل فترة(على حسب الوقت والمكان وطول وقصر الفائدة) فائدة من كتاب (الفوائد)لـــ(ابن القيم الجوزية)ستكون الفوائد في الرد وببدأ بهذه الفائدة :
أصول المعاصي كلها كبارها وصغارها , ثلاثة : تعلق القلب بغير الله , وطاعة القوة الغضبية , والقوة الشهوانية , وهي الشرك والظلم والفواحش . فغاية التعلق بغير الله وأن يدعى معه إله آخر , وغاية طاعة القوة الغضبية القتل , وغاية طاعة القوة الشهوانية الزنا .
ولهذا جمع الله سبحانه بين الثلاثة في قوله :{ والذين لا يدعون مع الله إله آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون}[سورة الفرقان (68)].
وهذه الثلاثة يدعو بعضها إلى بعض , فالشرك يدعو إلى الظلم والفواحش , كما أن الإخلاص والتوحيد يصرفهما عن صاحبه , قال تعالى :{كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين}[يوسف (24)]. فالسوء : العشق , والفحشاء : الزنى .
وكذلك الظلم يدعو إلى الشرك والفاحشة , فإن الشرك أظلم الظلم , كما أن أعدل العدل التوحيد .
فالعدل قرين التوحيد , والظلم قرين الشرك , ولهذا جمع الله سبحانه بينهما أما الأول ففي قوله :
{شهد الله أنه لا إله إلا هو الملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط} [آل عمران (18)].
وأما الثاني فكقوله تعالى :{إن الشرك لظلم عظيم}[لقمان (13)].
والفاحشة تدعو إلى الشرك والظلم , ولاسيما إذا قويت إرادتها ولم تحصل إلا بنوع من الظلم والإستعانة بالسحر والشيطان . وقد جمع سبحانه بين الزنا والشرك في قوله :{الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زانٍ أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين}[النور (3)].
فهذه الثلاثة يجر بعضها إلى بعض ويأمر بعضها ببعض . ولهذا كلما كان القلب أضعف توحيداً وأعظم شركاً كان أكثر فاحشة وأعظم تعلقاً بالصور وعشقاً لها . ونظير هذا قوله تعالى : {فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون * والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون}[الشورى (36_37)]. فأخبر أن ما عنده خير لمن آمن به وتوكل عليه , وهذا هو التوحيد . ثم قال : {والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش} فهذا اجتناب داعي القوة الشهوانية . ثم قال : {وإذا ما غضبوا هم يغفرون} , فهذا مخالفة القوة الغضبية , فجمع بين التوحيد والعفة والعدل التي هي جماع الخير كله . (انتهى كلامه رحمه الله )
ملاحظات :
1-الفوائد ستكون في الردود
2-إذا أرتد أن تستفيد باختصار فاقرأ الملون بالأحمر